-->

اساليب التربية الاسلامية



بسم الله الرحمن الرحيم
التربية الإسلامية:
1-أسلوب القدوة الحسنة:
  وهي من أهم الأساليب في التربية ومن أنجح الوسائل المؤثرة في إعداد الناشئة خلقيا ونفسيا وصحيا وعقليا وعاطفيا, ولها أهمية كبرى في تربية الفرد وتنشئته على أساس سليم في كافة مراحل نموه، لأن((الناس لديهم حاجة نفسية إلى أن يشبهوا الأشخاص الذين يحبونهم ويقدرونهم، وأن هذه الحاجة تنشأ باديء الأمر من خلال الأطفال لوالديهم وتقمصهم لهم))
ولأهمية القدوة في بناء الفرد وإعداده فقد أكدَ القراَن:((أهمية القدوة في تقرير مصير الإنسان تأكيدا قويا وهو يدعو المسلمين إلى أن يدرسوا سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام فيتخذونها قدوة لهم))

2- أسلوب التوجيه والموعظة الحسنة:
كان هذا الأسلوب-أسلوب الموعظة الحسنة-من أساليب الرسل والأنبياء في تبليغ دعوتهم إلى الله،كما في قوله تعالى:}قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا الله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد{(سبأ:46). ولهذا فقد أكد القران الكريم أهمية الموعظة في أكثر من موطن. لما لها من تأثير كبير على الفرد إذا وجدت لها نفسياً صافية، وقلباً واعياً، قال تعالى}وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين{ (الذاريات:55)، وقال تعالى}ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر{ (الطلاق:2).

شروط تطبيق أسلوب الموعظة الحسنة
1- لأسلوب الرقيق الذي يستميل قلوب الناشئين أثناء النصيحة
2- أن تقترن الموعظة بالشعور بالمحبة والعطف عليهم
3- يختار لها الوقت المناسب الذي تكون النفوس فيه هادئة
4- عدم التطويل الممل في الموعظة أو التكرار الزائد
5- المبادرة بالموعظة عندما يلحظون انحرافا في سلوك الأولاد
6- عليهم أن يبدؤوا بالوعظ مراعين الأهم فالمهم فإذا كان هناك واجبان احدهما فرض عين والأخر فرض كفاية-مثلاً ففي هذه الحالة- يوعظ الأولاد بالواجب الأول ثم الثاني.

3-أسلوب الترغيب والترهيب:
هوا أسلوب يتفق وطبيعة الإنسان حيثما كان وفي أي مجتمع، لأن الفرد إذا استثير شوقه إلى شيء ما، زاد اهتمامه به، فسرعان ما يتحول هذا الشوق إلى نشاط يملأ حياته أهمية وعملا وتعلقا بما تشوق إليه، ورغبة في الحصول عليه ، وفي المقابل فإن الخوف من شيء، والتنفير منه، يجعل الفرد يهابه، ويبتعد عنه.
وقد أشار القران الكريم إلى أسلوب الترغيب والترهيب؛ وإلى كيفية استخدامه بما يحقق الغرض منه، ونلمح في هذه الآية الكريمة الترغيب الذي يثير الرجاء في النفس، ويدفع اليأس، ويجدد الأمل ، ويثير التطلع إلى الأفضل، قال تعالى:}فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا{(نوح:10-12)

4-أسلوب ضرب الأمثال و الأشباه:
هذا الأسلوب له أثره الفعال على عواطف الإنسان وسلوكه، ويعد من أكثر الأساليب شيوعاً، وقد قال احد الباحثين إن الأمثال((أوقع في نفوس وابلغ في الوعظ وأقوى في الزجر وأقوم في الإقناع(34))) ولهذا نجد الحق سبحانه أورد ذالك الأسلوب في أكثر من موطن ، وفي عدة أمور، مؤكداً ذالك في قوله تعالى: }ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون{ (الزمر:27)، وقال تعالى }وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون{ (العنكبوت:43)

5- أسلوب القصة:
القصة أجدى نفعاً وأكثر فائدة من أساليب التلقين وا لإلقا نظرا لما جبلت عليه نفوس الأطفال والبالغين والراشدين من ميل إلى سماع الحكاية والإصغاء إلى رواية القصص، يقول احد الباحثين بشأن القصة:(( ولسنا مبالغين إذا قلنا  إن إحداث القصة وخيالاتها وتصوراتها كانت أقوى قوة دفعت الإنسان إلى التحريك لسانه وإلى إيقاظ ملكته وإطلاق جميع القوى الكامنة فيه) (38)

6- أسلوب الممارسة أو التدريب(العادة)
     يتمثل في القيام بعمل من الأعمال عدة مرات، وبالتكرار ويسهل على الفرد ذالك العمل ، ويزيد ميله حتى يصبح هذا الميل عادة وهذا الأسلوب – أسلوب التربية بالعادة أو  بالتعويد- من الأساليب التربوية الفعالة فهي ((تؤدي مهمة في حياة البشرية، فهي توفير قسطا كبيرا من الجهد البشري- بتحويله إلى عادة سهلة وميسرة-لينطلق هذا الجهد في ميادين جديدة من العمل والإنتاج الإبداع ولولا هذه الموهبة التي أوعدها الله في فطرة البشر ، ليقضوا حياتهم يتعلمون المشي أو الكلام أو الحساب(29).

7-أسلوب استخدام الأحداث والظروف والمواقف:
يعرف أسلوب الأحداث أو المواقف بأنه(( استغلال حدث معين لإعطاء توجيه معين(42))) ومما هو معلوم أن كل حدث يتعرض له الفرد يحدث له تأثيراً في نفسه، والأحداث عندما يتعرض لها المربي ، وما يصاحبها من تأثير ، تعد فرصة جيدة للمربين عموما  في استغلالها وتوجيه نفوس الناشئة وصقلها وتهذيبها، وهذا الأسلوب التربوي يتميز عن بقية الأساليب لما له من أثر فعال لأنه((يجيء في أعقاب حدث يهز النفس كلها هزا، فتكون أكثر قابلية للتأثر ، ويكون التوجيه أفعل وأعمق وأطول أمداً في التأثير من التوجيهات العابرة)) (43) فالأحداث في الغالب تثير حالة في النفس من الداخل تحقيق التهيؤ الذهني لتقبل المعلومات والتوجيهات. ويتضح ذالك جلياً في بعض مواطن القران الكريم ، فهو يستخدم المواقف والأحداث ويعطي التوجيهات الملائمة لكل موقف ، وكان نزول القران منجماً حسب الظروف والحوادث ، وكان يسوق مع (( كل هزيمة عبرة، ومع كل نصر درسا، ولكل موقف تحليلا)) (44). ومن بين الشواهد التي تناولها القران الكريم حادثة الإفك،  التي افتراها عبد الله بن أبي على زوج  رسول الله-صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين ، لغرض إشاعة الفاحشة في صفوف المؤمنين ، ولغرض التأثير  على رسول الله ، وعلى أحب نسائه إلى قلبه ، وعلى أحب أصحابه إليه ن وعلى أصحاب رسول الله كافة؛ حتى إن المدينة المنورة عاشت شهرا قلقة غير مطمئنة من تلك الحادثة، وبعدها نزلت سورة النور وقد كانت كلها تربية ، وكلها استجاشة للمشاعر ، وارتفاعاً بمقاييس الحياة ، وتطهيراً للمجتمع من الفاحشة والفساد ، وبراءة لأم المؤمنين الطاهرة النقية، ووعيداً لمن تولى كبر هذا الحديث بالعذاب الأليم.(45).

8-أسلوب العقاب الفعلي:
هذا الأسلوب  يلجأ إليه المربون في الحلات التي لا تفلح الأساليب السابقة في إصلاح الفرد عن غوايته. وقد أكد الكثير من علماء التربية أن العقاب ينبغي أن يكون أخر  أسلوب يلجأ إليه المربون ، فقد قال احد المختصين في هذا الجانب: (( يجب  ألا يلجأ المربي إلى العقاب البدني إلا في الحالات التي يتعذر فيها حمل الولد على إتباع الفضيلة، والإقلاع عن الرذيلة بطرق النصح والإرشاد ، والتي يظهر فيها إصرار الولد وعناده))(53)، وقال أخر : (( ينبغي أن يبدأ بالنصح والتوجيه والإرشاد الجميل ، فإذا لم ينفع ذالك ، يأتي التهديد والإنذار ، وإذا لم يفيد التهديد والتشنيع أيضا عندئذ ينتقل إلى الضرب))(54).

والعقوبة تنقسم إلي قسمين؛ عقوبة بدنية ن وعقوبة غير بدنية( معنوية)، والعقوبة البدنية ، هي كل عقوبة تحدث آلاما حسية ؛ مثل الضرب، أو عمل شاق، لو الحرمان من الطعام، أو الحبس فترة من الزمن أما العقوبة غير البدنية.( المعنوية)؛ فهي كل ما احدث آلاما نفسية مثل التوبيخ والزجر.

9-أسلوب ملء الفراغ:
الإسلام يدعو إلى توزيع الوقت بين العبادة والعمل والجاد، والتعلم والتفكير في الكون والمجتمع والإنسان إلى جانب ممارسة الرياضة الهادفة والترويح البريء، وقد أشار احد الباحثين إلى أن: (( الفراغ مفسد للنفس إفساد الطاقة المخزونة بلا ضرورة، وأول مفاسد  الفراغ هو تبديد الطاقة الحيوية من ملء الفراغ! ثم التعود على العادات الضارة التي يقوم بها الإنسان لملء هذا الفارغ))(64)، وقد ارشد مربي الإنسانية محمد –صلى الله عليه وسلم- إلى استغلال الوقت والاستفادة منه، كما في قوله: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ))(65).
وعلى المربي إن يدرك أن أهمية ملء الفراغ لا تقل عن أهمية توجه طاقات الأولاد وتفريغها؛ لأنه أن لم يشغل الفراغ عندهم بالأعمال النافعة ، شغل بالشرو الفساد والتفاهة



10-      الراحلة:
وهو من الأساليب التي تكسب الفرد معارف وخبرات عديدة، وقد عمل بذالك الأسلوب منذ زمن بعيد ، فكان طالب العلم يرحل إلي المعلم، ويصبحه ويأخذ المعلم عنه مشافهة، وقد أورد ابن حجر رحلة جابر بن عبد الله الأنصاري، ثم شددت رحلي فسارت إليه شهرا حتى قدمت الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قال له جابر على الباب، فقال : ابن عبد الله؟ قلت : نعم .فخرج فاعتنقني فقلت: حديث بلغني عنك انك سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فخشيت إن أموت قبل أن اسمعه. فقال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ((يحشر الله الناس يوم القيامة عراة))(66).


0 Response to "اساليب التربية الاسلامية"

Post a Comment